تحدثنا سابقًا عن العديد من المشاكل التي يواجهها مرضى السكري في الوقاية من داء السكري وعلاجه. في الواقع، هناك نوع آخر من المشاكل ينشأ من تفكير مرضى السكري وفهمهم. مقارنةً بالمشاكل الأخرى، يُعد هذا النوع من المشاكل أكثر أهمية لأن الأفكار توجه الأفعال. يعاني العديد من المرضى من ضعف في ضبط سكر الدم، ولا يستطيعون مواكبة أفعالهم الفعلية، وهو ما يرتبط ارتباطًا مباشرًا بمشاكل في أفكارهم.
السؤال 1: أشك في صحة التشخيص
مرّ العديد من المرضى بهذه التجربة واكتشفوا ارتفاعًا غير طبيعي في سكر الدم لديهم في مراكز الفحص الطبي أو المستشفيات. وكان رد فعلهم الأول: "ما زلتُ صغيرًا جدًا"، "لستُ سمينًا جدًا"، "لا أتناول الحلويات عادةً"، "لا يوجد وراثة وراثية لمرض السكري في عائلتي"، "لا أشعر بأي ألم، ولا حكة، ولا أشعر بأي شيء"...
باختصار، لا أريد تصديق ذلك. فرغم تشخيص الطبيب الرسمي لإصابتي، ما زلتُ لا أقبل حقيقة إصابتي بالمرض. بدأ البعض يراجع مستشفيات متعددة ويطلب من أطباء متعددين إعادة الفحص، بينما تغاضى آخرون عن الأمر وتجاهلوا نتائج الفحوصات كما لو لم تكن.
لقد أثبتت الحقائق أنه فقط من خلال مواجهة الواقع، وقبوله عقليًا، و"الاهتمام به كما يأتي"، واحتقاره استراتيجيًا والانتباه إليه تكتيكيًا، والسعي الفوري إلى التشخيص والعلاج العلمي والموحد من أطباء المستشفيات العاديين، والتعاون بشكل استباقي في الإدارة الشاملة للذات، فقط من خلال التحكم في نسبة السكر في الدم في أقرب وقت ممكن يمكننا تجنب أو تأخير تطور المضاعفات.
المشكلة الثانية: فقدان الثقة والمعاملة السلبية
يعتقد بعض المرضى أن داء السكري لا يمكن علاجه، أو يعتقدون خطأً أن المضاعفات ستحدث بغض النظر عن السيطرة عليها، فيسلكون طريقهم الخاص ويتعاملون معه بسلبية وكأنهم يكسرون الوعاء. كان مستوى سكر الدم لديّ غير متوقع، فاتتني جرعة الدواء، وتناولت الطعام كالمعتاد، ولم أتحرك بعد الأكل. استمر وزني بالزيادة، ولم أذهب إلى المستشفى في مواعيده للمتابعة. يعاني بعض المرضى من اكتئاب شديد وعدم قدرة على التعافي، مما لا يؤثر عليهم فحسب، بل يؤثر أيضًا على جميع أفراد الأسرة.
في الواقع، يُعدّ داء السكري مرضًا مزمنًا مقارنةً بأمراض أخرى أكثر خطورةً وصعوبةً. تتوفر علاجاتٌ وأساليبٌ عديدة، فلا داعي للقلق. ما دام مرضى السكري يلتزمون بالعلاج العلمي الشامل والمنتظم، ويُحسنون إدارة جميع جوانب المرض، ويستوفون مختلف المؤشرات، فإن الغالبية العظمى من مرضى السكري يستطيعون العيش والعمل والعيش حياةً طبيعيةً كالأشخاص العاديين.
السؤال 3: توقف عن تناول الدواء فور انخفاض مستوى السكر في الدم.
بعد تناول بعض المرضى للأدوية لفترة، ينخفض مستوى السكر في دمهم إلى المستوى المستهدف، فيظنون أن المرض قد شُفي. كما يعتقدون أن تناول الدواء سيضر بالكبد والكلى، فيحاولون تجنبه قدر الإمكان. لذلك، يتوقفون عن تناول الدواء دون موافقة الطبيب، وينتظرون حتى يرتفع مستوى السكر في دمهم مجددًا. ثم تناولتُ الدواء مجددًا.
أثبتت الحقائق أنه ما لم تكن بالفعل في مرحلة "شهر العسل" لمرض السكري، أو إذا ظلت بعض وظائف جزر البنكرياس في الجسم تعمل بشكل طبيعي، يُمكن تطبيق علاج نمط الحياة بشكل صارم، ويمكن إيقاف الدواء مؤقتًا لفترة من الوقت، ولكن لا يزال من الضروري مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام. لا يُمكن اعتبار الانخفاض المؤقت في مستوى السكر في الدم دليلاً على الشفاء من مرض السكري. بعد التوقف المفاجئ عن تناول الدواء، يُعدّ عدم الاهتمام بمستوى السكر في الدم أو التحكم الصارم في النظام الغذائي أمرًا خطيرًا للغاية.
المشكلة 4: إهمال العلاجات غير الدوائية
بعض المرضى لا يتحكمون في نظامهم الغذائي أو ممارستهم الرياضية، ويعتقدون أن كل شيء سيكون على ما يرام إذا تناولوا المزيد من الحبوب أو جرعات إضافية من الأنسولين. هذا فهم شائع جدًا، وهو خاطئ تمامًا.
أثبتت الحقائق أنه عند تناول مرضى يعانون من نفس حالة سكر الدم نفس الدواء، يتمكن بعض المرضى من التحكم في مستوى سكر الدم لديهم بشكل جيد للغاية، بينما لا يتمكن آخرون من التحكم فيه بشكل مرضٍ. ويرجع السبب في ذلك غالبًا إلى أن هؤلاء المرضى يتحكمون في نمط حياتهم بالإضافة إلى تناول الأدوية، بينما يتجاهلها آخرون. بالنسبة لمرضى السكري، تلعب العلاجات غير الدوائية، مثل اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، والتحكم في الوزن، والإقلاع عن التدخين والحد من تناول الكحول، والتوازن بين العمل والراحة، والتكيف النفسي، دورًا بالغ الأهمية في السيطرة على داء السكري ومضاعفاته. حتى أن بعض المرضى الذين يعانون من حالات أخف يمكنهم التحكم في مستوى سكر الدم لديهم دون أدوية ومن خلال العلاج غير الدوائي.
السؤال 5: مطالب صارمة للغاية على نفسك
بعض المرضى لديهم متطلبات صارمة للغاية. في يوم ما، كانت قراءات سكر الدم لديهم أعلى قليلاً، وتناولوا الكثير من الطعام في وجبة معينة، وشعروا بقلق شديد، بل وعانوا من القلق والأرق عندما أجّلوا ممارسة الرياضة لسبب آخر.
في الواقع، لكل شيء درجته. يُقال إن الإفراط لا يكفي. من الخطأ تجاهل المرض، وليس من الجيد المبالغة في الاهتمام به. ذكر البروفيسور شو تشانغ رونغ، رئيس تحرير مجلة "أصدقاء السكري"، مرارًا وتكرارًا أن بعض الفئات، مثل المعلمين والمحاسبين والمحامين وغيرهم، لديهم عادات مهنية صارمة للغاية، وغالبًا ما تكون هذه الفئة متطلبة للغاية بعد الإصابة بالسكري. نولي أهمية كبيرة لسكر الدم والإدارة الذاتية، ويجب أن ننظر إلى الأمر من منظور شامل وطويل المدى. لا داعي للقلق كثيرًا بشأن الاختلافات اللحظية عن المعتاد، أو الشعور بالقلق والتوتر، وهو ما لا يساعد على ضبط سكر الدم. علاوة على ذلك، إذا كان النظام الغذائي صارمًا جدًا، فقد يحدث فقدان للوزن أو سوء تغذية، وتكون الفوائد تفوق المخاطر. بالنسبة لكبار السن، يمكن تخفيف أهداف ضبط سكر الدم، ويجب إيلاء المزيد من الاهتمام لحالات انخفاض سكر الدم.