الأنسولين هرمون أيضي أساسي يتحكم في جميع الوظائف الخلوية والتوازن الداخلي في الجسم. وظيفته الرئيسية هي نقل العناصر الغذائية، مثل الجلوكوز والأحماض الأمينية والدهنية، من الدم إلى الخلايا. اليوم، بسبب الإفراط في تناول الكربوهيدرات، نثقل كاهل الآلية الهرمونية الدقيقة للغاية في البنكرياس (حيث يُنتج الأنسولين) والكبد (الذي ينظم مستويات الجلوكوز في الدم). تتحول معظم الكربوهيدرات في الوجبة إلى جلوكوز بعد تناولها، ويُستهلك جزء صغير منها فورًا، ويُطرد الفائض بسرعة من الدم ويُعاد توزيعه بواسطة الأنسولين. يرسل الأنسولين الجلوكوز الزائد إلى خلايا العضلات والكبد، حيث يتحول إما إلى جليكوجين (الشكل المُخزن للجلوكوز) أو إلى دهون ثلاثية (الشكل المُخزن للدهون). ارتفاع سكر الدم شديد السمية، ولهذا السبب قد يُغمى على مرضى السكري إذا لم يحصلوا على حقن الأنسولين في الوقت المناسب. إذا لم يكن لديك خطة تمرين "تقوية" لحرق الكثير من الجليكوجين، فسيتم تخزين تلك السعرات الحرارية الزائدة في مخازن الدهون في جميع أنحاء الجسم.
بينما يتناول الإنسان الحديث وجبات إفطار وغداء وعشاء غنية بالكربوهيدرات، ويشرب المشروبات السكرية، ويتناول الوجبات الخفيفة السكرية، يجب ضخ الأنسولين باستمرار للتعامل مع عبء الجلوكوز في هذه الأطعمة. الأنسولين هرمون تخزين، ونمط الأكل الأمريكي التقليدي يدفعنا إلى وضع تخزين الدهون على مدار الساعة. في المقابل، يدفع انخفاض مستويات الأنسولين هرمون الجلوكاجون المضاد للتنظيم إلى إطلاق العناصر الغذائية المخزنة في مجرى الدم، حيث تُحرق للحصول على الطاقة. "ثلاث وجبات كاملة يوميًا" مفهوم حديث تمامًا، يختلف تمامًا عن تجربتنا التطورية كصيادين وجامعين في حالة من الفوضى، ثم حارقي دهون في أوقات الشبع والجوع.
إن اتباع نظام "وجبتين يوميًا" سيعيدك إلى إيقاع الشبع والجوع، مواكبًا بذلك استعدادك الوراثي للحفاظ على صحتك. هذا التعديل الغذائي قد ينقذ حياتك، لأنه عند الإفراط في إنتاج الأنسولين لفترة طويلة (وهي حالة تُسمى فرط الأنسولين في الدم)، ستدخل في النهاية في حالة مرضية تُعرف بمقاومة الأنسولين. بسبب الإفراط المزمن في إنتاج الأنسولين، تصبح خلايا جسمك أقل حساسية للرسائل التي يرسلها الأنسولين، ولا تتلقى العناصر الغذائية التي ينقلها الأنسولين إلى عتباتها. تضع فنادق الزنزانات لافتات "الشبع" واحدة تلو الأخرى، مما يتسبب في تراكم كمية كبيرة من الجلوكوز في الدم. هذه مقدمة لكارثة وشيكة. لا يكتشف الكبد مستويات السكر في الدم، بل يعتمد على إشارات الأنسولين لمعرفة متى يُطلق المزيد من الجلوكوز في مجرى الدم. عند استشعاره ارتفاع مستويات الأنسولين في الدم، يُخدع الكبد لإطلاق المزيد من الجلوكوز في محاولة يائسة لإعادة الجسم إلى حالة التوازن الداخلي. يمكن أن يُسبب لك ارتفاع مستويات الأنسولين والجلوكوز في الدم نمطًا مرضيًا يستمر لعقود. يتفق العديد من الخبراء الطبيين على أن مقاومة الأنسولين هي الأزمة الصحية الأولى التي تواجه البشرية في جميع أنحاء العالم اليوم.