تسلط "المبادئ التوجيهية الصينية للوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وعلاجه (طبعة 2020)" الضوء على انتشار وتأثير القضايا النفسية مثل الألم والقلق والاكتئاب على الأفراد الذين يعيشون مع مرض السكري، مؤكدة على الحاجة إلى زيادة الاهتمام والدعم في إدارة هذه الجوانب من الحالة.
غالبًا ما ينشأ الألم والقلق والاكتئاب لدى مرضى السكري من ضغوط نفسية مفرطة، والتي لا تؤدي فقط إلى تفاقم مشاكل الصحة النفسية، بل قد تؤثر أيضًا على ضبط مستوى السكر في الدم. ومن بين الضغوطات النفسية الشائعة التي يعاني منها مرضى السكري رهاب الإبر ورهاب الدم.
رهاب الإبر رهاب الإبر، وهو رهاب مُحدد مُعترف به طبيًا، ينطوي على خوف شديد وغير منطقي من الإبر، مما يؤدي إلى اضطرابات سلوكية. قد يُظهر الأفراد المُصابون بهذه الحالة أعراضًا مثل الارتعاش عند مجرد التفكير في الإبر، وتجنب أي ارتباط بها، أو الشعور بخوف وقلق شديدين. تشير الدراسات إلى أن رهاب الإبر يُصيب نسبة كبيرة من الأطفال، حيث تتراوح نسبة انتشاره بين 20% و50% لدى المراهقين، وتنخفض إلى 20% و30% بحلول مرحلة الشباب. يُمكن لتخفيف هذا الخوف بشكل فعال عن طريق إزالة التحسس المنهجي، والذي يتضمن التعرض التدريجي للإبر في الخيال أو الواقع تحت إشراف طبيب نفسي.
رهاب الدم يُعرف رهاب الدم أيضًا باسم متلازمة آير أو إين، ويتميز بظهور مفاجئ لأعراض مثل الدوخة والغثيان وخفقان القلب والشحوب عند رؤية دم جديد. قد يؤدي هذا الرهاب تحديدًا إلى ردود فعل جسدية انعكاسية مثل الإغماء وتقلبات ضغط الدم وفقدان الوعي. وكما هو الحال مع رهاب الإبر، يمكن علاج رهاب الدم من خلال علاج إزالة التحسس، حيث يتعرض المرضى للدم تدريجيًا في ظروف مُتحكم فيها، مما يسمح لهم ببناء تحمل مع مرور الوقت.
الضغوط النفسية لدى الأطفال المصابين بالسكري يواجه الأطفال المصابون بداء السكري، وخاصةً النوع الأول، تحدياتٍ فريدة خلال سنوات تكوينهم. إذ يجب عليهم الالتزام بقيود غذائية صارمة، وتعلم كيفية إعطاء الأنسولين بشكل مستقل في المدرسة، والتأقلم مع اختلاف روتينهم اليومي اختلافًا كبيرًا عن أقرانهم. قد تؤدي هذه الضغوط إلى الشعور بالعزلة والخوف من سوء الفهم أو السخرية أو التمييز ضدهم من قِبل زملائهم وأصدقائهم. كما أن إخفاء حالتهم لتجنب الوصم الاجتماعي يزيد من الضغوط عليهم، إذ يتعين عليهم إدارة حقن الأنسولين ومراقبة مستوى السكر في الدم بتكتم، مما قد يُعرّضهم لمخاطر إدارة مرض السكري ويزيد من احتمالية حدوث مضاعفات. إن التواصل المفتوح مع الأصدقاء الموثوق بهم، وفهم أن العديد من الأطفال على دراية بمرض السكري من خلال أجدادهم، يمكن أن يُخفف من هذه المخاوف.
الضغوط النفسية لدى المراهقين المصابين بالسكري تُشكّل مرحلة المراهقة، وهي فترة حرجة في النمو البدني والنفسي، تحدياتٍ مُختلفة للمراهقين المصابين بداء السكري. قد تنشأ خلافات بين المراهقين وأولياء أمورهم حول ضبط مستوى السكر في الدم، مثل الخلافات حول حضور المناسبات الاجتماعية أو التعامل مع ارتفاع مستوى السكر في الدم. ويواجه كلا الطرفين ضغوطًا: يشعر المراهقون بالعرقلة وانعدام الثقة، بينما يقلق الآباء على صحة أطفالهم. يمكن للتواصل الواضح والهادئ، والاستشارة النفسية المتخصصة عند الحاجة، أن يُساعدا في تجاوز هذه الخلافات وتخفيف التوتر لدى المراهقين وأولياء أمورهم.
الضغط النفسي على مريضات السكري تواجه مريضات السكري ضغطًا نفسيًا إضافيًا، لا سيما عند التفكير في الولادة. وتزداد احتمالية إصابة النساء المصابات بالسكري بالاكتئاب والقلق نتيجة التغيرات الهرمونية، وتزايد المخاوف بشأن صحة أطفالهن، واحتمالية مواجهة صعوبات في تربية الطفل.لتخفيف هذه الضغوط، ينبغي على النساء اللواتي يخططن للحمل الانخراط في تخطيط شامل قبل الحمل، وتلقي رعاية طبية منتظمة، واتباع نمط حياة صحي. من الضروري إدراك أن قابلية الإصابة بالسكري قد تكون وراثية، إلا أنها ليست مؤكدة، وأن اتخاذ تدابير استباقية يمكن أن يقلل بشكل كبير من احتمالية إصابة الأبناء بالمرض.
باختصار، يُعدّ التعامل مع الأبعاد النفسية لمرض السكري أمرًا بالغ الأهمية لإدارة المرض بفعالية وتعزيز الصحة العامة. ويُعدّ إدراك ومعالجة عوامل ضغط محددة، مثل رهاب الإبر والدم، وتعزيز التواصل المفتوح وشبكات الدعم للأطفال والمراهقين، وتقديم إرشادات مُخصصة لمرضى السكري اللواتي يُفكّرن في الأمومة، عناصر أساسية في أي نهج شامل لرعاية مرض السكري.