تعاني السيدة ليو من داء السكري منذ ست سنوات. ومؤخرًا، لاحظت ارتفاعًا في مستوى السكر في دمها صباحًا، ليصل إلى 8.6 مليمول/لتر. لم يطلب منها الطبيب زيادة جرعة الأنسولين، بل طلب منها مراقبة مستوى السكر في دمها ثماني مرات يوميًا.
في اليوم التالي، كان مستوى سكر الدم لديها طوال اليوم: صائمًا ٨.٨ ملي مول/لتر؛ بعد الإفطار بساعتين ٧.٩ ملي مول/لتر؛ قبل الغداء ٥.٨ ملي مول/لتر؛ بعد الغداء بساعتين ٨.٢ ملي مول/لتر؛ قبل العشاء ٥.٣ ملي مول/لتر؛ بعد العشاء بساعتين، كان مستوى السكر في الدم ٧.٢ ملي مول/لتر؛ قبل النوم ٦.٢ ملي مول/لتر؛ عند الساعة الواحدة ليلًا، كان مستوى السكر في الدم ٣.٥ ملي مول/لتر. بعد الاطلاع على نتائج قياس سكر الدم، لم يوافق الطبيب على زيادة جرعة الأنسولين قبل العشاء فحسب، بل طلب منها تقليل جرعة الأنسولين قبل العشاء بمقدار وحدتين.
ارتفاع سكر الدم صباحًا يدل على عدم كفاية جرعة الأنسولين. لماذا يجب تقليل جرعة الأنسولين؟ ومن هنا الحوار التالي.
السيدة ليو: بالنسبة للمرضى الآخرين حولي، عندما يرتفع مستوى السكر في الدم أثناء الصيام صباحًا، فإنهم يزيدون جرعة الأنسولين وينخفض مستوى السكر في الدم. ولماذا تريدونني أن أفحص مستوى السكر في دمي أولًا؟
الطبيب: هناك سببان رئيسيان لارتفاع سكر الدم الصائم صباحًا: ظاهرة الفجر وظاهرة سوموجي. إذا تم ضبط سكر الدم جيدًا ليلًا، لا يحدث انخفاض سكر الدم، ولكن يرتفع سكر الدم خلال فترة من الصباح الباكر (من الساعة 3 صباحًا حتى 4 مساءً). a.m(حتى قبل الإفطار)، وهو ما يُسمى بظاهرة الفجر. في الظروف الطبيعية، بين الساعة الرابعة والثامنة صباحًا، يزداد إفراز بعض الهرمونات التي ترفع سكر الدم (كالجلوكاجون، وهرمون النمو، والجلوكوكورتيكويدات، وغيرها) في جسم الإنسان تدريجيًا. وعندما تزداد هذه الهرمونات ببطء، يرتفع سكر الدم تبعًا لذلك، ويحتاج الجسم إلى المزيد من الأنسولين للحفاظ على مستوى السكر في الدم ضمن المعدل الطبيعي. تُفرز خلايا جزر البنكرياس البائية لدى الأشخاص الأصحاء تلقائيًا المزيد من الأنسولين لضبط سكر الدم. يعاني بعض مرضى ما قبل السكري من نقص إفراز الأنسولين الأساسي وعدم استجابة الجسم للارتفاعات البطيئة في سكر الدم، مما يؤدي إلى ارتفاع سكر الدم. يعاني مرضى السكري من خلل في وظائف خلايا جزر البنكرياس البائية، وخاصةً مرضى السكري المعتمد على الأنسولين الذين ترتفع مستويات سكر الدم لديهم بشكل ملحوظ في الصباح الباكر. قد تحدث ظاهرة الفجر أيضًا لدى مرضى السكري غير المعتمد على الأنسولين. أي أنه مع زيادة إفراز هرمون سكر الدم في الصباح الباكر، لا يستطيع الجسم مكافحته بفعالية. في هذا الوقت يرتفع مستوى السكر في الدم أثناء الصيام في الصباح الباكر، وهي ظاهرة الفجر.
تختلف الحالة الثانية عن الأولى، إذ تظهر على شكل انخفاض سكر الدم ليلًا وارتفاعه قبل الإفطار. تُعرف هذه الظاهرة بـ"ظاهرة سوموجي" (Sumujie). أما "ظاهرة هيموجيت" (Hemogyet) فهي ارتفاع سكر الدم الارتدادي في الجسم صباحًا بعد حدوث نقص سكر الدم ليلًا. تحدث هذه الظاهرة عادةً عندما ينخفض سكر الدم إلى مستوى معين بعد زيادة جرعة أدوية السكري (بما فيها الأنسولين). لحماية نفسه، يزيد الجسم إفراز هرمون الجلوكاجون المذكور أعلاه من خلال آلية تنظيم ردود الفعل السلبية لمقاومة أي انخفاض إضافي في سكر الدم. يُصاب مرضى السكري بارتفاع سكر الدم الصباحي نظرًا لعدم قدرة الجسم على زيادة جرعة الأنسولين لديهم.
السيدة ليو: وفقًا لنتائج مراقبة سكر الدم في الساعة الواحدة ليلًا، والذي كان ٣.٥ مليمول/لتر، وسكر الدم الصائم، والذي كان ٨.٨ مليمول/لتر، يُفترض أن تكون هذه الحالة "ظاهرة سوموجي". أليس من الضروري تقليل جرعة الأنسولين؟
الطبيب: نعم! إجراءات علاج "ظاهرة سوموجي" هي:
① تقليل جرعة الأنسولين قبل العشاء؛
②عندما يكون مستوى السكر في الدم قريبًا من المستوى الطبيعي قبل الذهاب إلى النوم، يمكنك تناول كمية صغيرة مناسبة.
آنسة.ليو: إذن كيف يجب التعامل مع ظاهرة الفجر؟
الطبيب: إجراءات العلاج لظاهرة الفجر هي:
①حقن مزيج من الأنسولين قصير المفعول والأنسولين طويل المفعول قبل الوجبات؛
②أضف الأنسولين متوسط المفعول قبل العشاء أو قبل النوم. من بين هذه الأدوية، يُعدّ الأنسولين متوسط المفعول قبل النوم الأكثر فعالية، لأن ذروة مفعوله تكون قبل الفجر وبعده مباشرةً، ويمكنه تلبية احتياجات الجسم من الأنسولين عند الفجر بشكل كامل.
③يمكن حقن الأنسولين المستخدم قبل الإفطار في الساعة 6 صباحًا مسبقًا لتقليل مدة ارتفاع السكر في الدم؛
④باستخدام مضخة الأنسولين، يُمكن تعديل كمية الأنسولين المُدخلة تلقائيًا وفقًا لمستوى سكر الدم لدى المريض. تُعدّ هذه الطريقة الأمثل حاليًا. عيبها هو ارتفاع تكلفتها وصعوبة ترويجها.
عند ارتفاع سكر الدم صباحًا، يُنصح بقياس سكر الدم ليلًا أولًا للتمييز بين "ظاهرة سوموجي" و"ظاهرة الفجر". انخفاض سكر الدم ليلًا هو "ظاهرة سوموجي"، ويجب تخفيض جرعة الأدوية (بما فيها الأنسولين)؛ ففي الحالة الأخيرة، يكون سكر الدم طبيعيًا ليلًا، ولكنه يرتفع صباحًا، ويجب زيادة جرعة الأدوية (بما فيها الأنسولين). في حال حدوث حالة مماثلة، لا تُخفّض جرعة الأنسولين بشكل عشوائي، واستشر طبيبك.