ليس من غير المألوف أن يعاني مرضى السكري من زيادة في مستويات السكر في الدم عند الاستيقاظ في الصباح، على الرغم من أنهم لم يتناولوا أي شيء أثناء الليل. يمكن أن تكون هذه الظاهرة مربكة، ولكن فهم الأسباب الكامنة وراءها يمكن أن يساعد الأفراد على إدارة مرض السكري بشكل أفضل. فيما يلي ثلاثة أسباب رئيسية وراء ارتفاع مستويات السكر في الدم أثناء الصيام في الصباح:
-
تناول العشاء:
- يمكن أن تؤثر كمية ونوعية عشاء اليوم السابق بشكل كبير على مستويات السكر في الدم في الصباح. الإفراط في تناول الطعام أو تناول وجبة غنية بالكربوهيدرات أو السكريات دون ممارسة نشاط بدني كاف بعد العشاء يمكن أن يؤدي إلى زيادة مستويات السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، يتباطأ معدل التمثيل الغذائي في الجسم أثناء النوم، مما يؤدي إلى تقليل استخدام الجلوكوز وزيادة احتمال ارتفاع نسبة السكر في الدم أثناء الصيام.
-
ظاهرة الفجر:
- ظاهرة الفجر هي ارتفاع طبيعي في مستوى السكر في الدم يحدث في ساعات الصباح الباكر. ويرجع ذلك إلى إطلاق هرمونات مثل الكورتيزول وهرمون النمو، والتي تشير إلى الكبد لتحويل الجليكوجين المخزن إلى جلوكوز وإطلاقه في مجرى الدم. تكون هذه العملية الفسيولوجية أكثر وضوحًا لدى مرضى السكري ويمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم أثناء الصيام.
-
تأثير سوموجي:
- تأثير سوموجي هو ظاهرة ارتدادية حيث تنخفض مستويات السكر في الدم أثناء الليل (نقص السكر في الدم) ثم ترتفع بشكل حاد في الصباح الباكر. يحدث هذا كاستجابة تنظيمية مضادة لانخفاض نسبة السكر في الدم، حيث يطلق الجسم هرمونات مثل الجلوكاجون والإبينفرين لرفع مستويات السكر في الدم إلى وضعها الطبيعي. غالبًا ما لا يكون تأثير سوموجي مصحوبًا بأعراض نموذجية لنقص السكر في الدم، مما يجعل من الصعب اكتشافه دون مراقبة نسبة السكر في الدم.
لإدارة هذه الظواهر، يمكن للأفراد المصابين بداء السكري القيام بما يلي:
- مراقبة نسبة السكر في الدم بانتظام: يمكن أن تساعد المراقبة المنتظمة لمستويات السكر في الدم، خاصة أثناء الليل، في تحديد الأنماط وإرشاد تعديلات العلاج.
- ضبط توقيت الوجبة ومحتواها: إن تناول وجبة عشاء متوازنة والتفكير في تناول وجبة خفيفة صحية صغيرة قبل النوم يمكن أن يساعد في استقرار مستويات السكر في الدم طوال الليل.
- مراجعة الأدوية وجرعة الأنسولين: استشر مقدم الرعاية الصحية لمراجعة وتعديل الأدوية أو أنظمة الأنسولين حسب الحاجة لمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم في الصباح.
من الضروري العمل بشكل وثيق مع مقدم الرعاية الصحية لتطوير خطة شخصية لإدارة مرض السكري تعالج هذه المشكلات وتساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق المستهدف. تعد المتابعة المنتظمة والتواصل مع المتخصصين في الرعاية الصحية أمرًا ضروريًا للإدارة الناجحة لمرض السكري والوقاية من المضاعفات.